بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
منذ عهد الرسالات السماوية الأولى دأب الكفار على التصدي للدعوة الإسلامية بشتى الوسائل قولاً وعملاً واستمر هذا النهج من أعداء الملة الإسلامية وهو مستمر حتى آخر الزمن ، لكن الشيء الغريب أنه ظهر في الآونة الأخيرة من يصدّ عن الإسلام ممن يدينون بالدين الإسلامي وأنا هنا لست بصدد التحدث عن الملل والمدارس الحديثة التي تنادي بفصل الدين عن السياسة والمهاترات بين الملل المتناحلة والمتباغضة 000إلى آخره ، أبداً بل أنا هنا اخصص حديثي عن بعض المسلمين الذين يصدون عن الإسلام دون أن يشعروا بذلك وأنهم ينفروا من الإسلام 0
كلكم يعرف الدعوة بالأفعال وأنها أبلغ من الأقوال لاسيما إذا كانت الأقوال تتفق مع الأفعال
سأضرب لكم أمثلة :
المثال الأول : كفيل مسلم تحت كفالته عدد من المكفولين ربما البعض منهم على غير دين الإسلام وهو منتشر عندنا،أقول لديه العدد من المكفولين نثرهم في أرجاء المدينة بل ربما مدن وبدأ يعملون هنا وهناك عند الآخرين وحضرة الكفيل يلزمهم بدفع مبلغ شهري يجبيه من كل منهم بدون وجه حق إلا أنه كفيلهم0
ماهي الصورة التي يحملها العامل الغير مسلم عن الإسلام ؟ وهل بفعل الكفيل هذا يكون قد حبب الإسلام إلى الآخرين أم صدّهم عنه ؟
المثال الثاني : من يذهب من المسلمين إلى خارج المملكة وبالتحديد إلى البلاد التي لا تدين بالإسلام فيقوم بممارسة جميع أنواع الرذائل ، فهل هذا بأفعاله المشينة كان قدوة صالحة لترغيب الآخرين في الإسلام ؟
المثال الثالث : مسلم يعمل في وسط به الكثير من غير المسلمين كشركات النفط ، هذا المسلم يكذب ويغتاب ، يمشي بين الموظفين بالنميمة ، متزلف منافق ذوأوجه متعددة وأقنعة ملونة ، هل مثل هذا بأفعاله تلك هو وسيلة صالحة للترغيب في الإسلام أم العكس
تعلمون أن هناك من يتربص بالإسلام والمسلمين من أعدائهم فيغتنموا مثل هذه الشرائح ومثل هذه السلوكيات فيوصلوا فكرة سيئة عن الإسلام وأن هذا هو دين الإسلام 0
البعض قال من الذين أسلموا في ديارهم على أيدي دعاة ثم جاءوا إلى ديار المسلمين :
نحمد الله أننا أسلمنا قبل أن نأتي إلى دياركم فلو جئنا إليكم قبل إسلامنا لترددنا كثيرا في قبول الإسلام 0
يقول لي أحد الزملاء : صلى بجانبي رجل من قارة آسيا من غير العرب ولما انتهت الصلاة همس في أذني قائلاً : الم تقرأ قول الله تعالى : ( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون )0
لماذا أنتم هنا في السعودية تكثرون الحركات في الصلاة ، فهذا يتمطط في صلاته ، وذاك يفرقع أصابعه ، وآخر يقلّم أظافره بأسنانه ، وهناك من يخرج جواله لينظر من اتصل به
هكذا تعملون في صلاتكم في بلاد الحرمين وأنتم قدوة لنا ، لكننا في بلدنا نستشعر عظمة الآيتين السابقتين فنخشع في صلاتنا حتى ننتهي منها 0
يقول لي زميلي : وددت أني لم أسمع ما قال من شدة الخجل ، لم أفكر بالرد لأنه واقع حقيقي والمكابرة لا فائدة فيها بل ربما تزيد الطين بلّة 0
تبسمت في وجهه وقلت له صدقت في كل ما قلت بل إنّ أفكارنا في دنيانا تتركز وتنصب علينا في صلاتنا ، العيب فينا وليس في ديننا
أخي الكريم : من منا يتصف بهذه الصفات ؟ من منا بأفعاله تلك يصدّ عن الإسلام وهو لا يعلم ؟ كذب ، رياء ، غش ، خيانة ، عدم التزام بالمواعيد ، ظلم ، أكل الأموال بالباطل ، زنا ، خمور ، مخدرات 000000سيل لا ينتهي من اللا أخلاقيات ، هل هذه السلوكيات تصب في مصلحة الإسلام والدعوة إليه أم هو النقيض ؟
أتود أن تكون داعية للإسلام بأفعالك ؟
سؤال جوابه لكم أعزائي